يعد شعور الانتفاخ بعد عملية شفط الدهون أمرًا شائعًا ولا يعتبر مشكلة خطيرة في أغلب الحالات، فهذا التورم يمكن أن يكون رد فعل طبيعي من الجسم على الإجراء الجراحي الذي تعرض له، ولكن هل هذا الانتفاخ أمر مقلق؟ وهل هو مجرد جزء من التعافي أم أنه يشير إلى شيء آخر؟
الانتفاخ ليس مجرد تأثير جانبي فوري، بل هو استجابة الجسم الطبيعية للأدوات والمعدات الجراحية التي دخلت إلى الأنسجة البشرية، تختلف مدة شدة الانتفاخ وحجمه بناءً على عدة عوامل مثل نوع الجراحة وحجم المنطقة المعالجة، ولكن في الغالب يختفي هذا الانتفاخ خلال فترة تصل إلى 3 أشهر.
أسباب انتفاخ البطن بعد عملية شفط الدهون
بينما يعتبر الانتفاخ رد فعل طبيعي للجسم، هناك العديد من الأسباب التي قد تساهم في ظهور هذا الانتفاخ أو تزيد من شدته. دعونا نتعرف على أبرز هذه الأسباب:
- رد فعل طبيعي للجسم بعد الجراحة
إن الرد الطبيعي للجسم بعد أي عملية جراحية يشمل تورم الأنسجة التي تعرضت للإجراء، عملية شفط الدهون هي تدخل جراحي يتطلب استخدام أدوات وآلات غريبة على الجسم، مما يؤدي إلى استجابة طبيعية تتضمن تورمًا في المنطقة المعالجة، وغالبًا ما يكون هذا التورم مؤقتًا ويختفي تدريجيًا مع مرور الوقت.
- إصابة الشخص بمشكلات صحية مسبقة
إذا كان الشخص يعاني من بعض الحالات الصحية قبل إجراء عملية الشفط، مثل فقر الدم أو مشاكل في الكلى، فقد يزيد ذلك من شدة الانتفاخ بعد العملية، فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم الشديد قد يعانون من احتباس السوائل بشكل أكبر، مما يؤدي إلى تورم وانتفاخ، لهذا السبب، في حال وجود أي مشكلة صحية مسبقة، يتم تأجيل العملية إلى أن يتم علاج تلك المشكلات.
- نوع جراحة شفط الدهون
تختلف أنواع تقنيات شفط الدهون، وكل نوع يمكن أن يؤثر بشكل مختلف على الجسم، فمثلاً، شفط الدهون باستخدام الموجات فوق الصوتية أو الليزر قد يسبب انتفاخًا أقل مقارنةً بتقنية شفط الدهون باستخدام القوة (Power-assisted liposuction)، التي تُسبب عادةً تورمًا أكبر، كما أن شفط الدهون بمساعدة المياه النفاثة قد يؤدي إلى انتفاخ أقل من الأنواع الأخرى.
- بقاء التخدير تحت الجلد
تستخدم عملية شفط الدهون التخدير الموضعي أو العام لتخدير المنطقة المعالجة. وفي بعض الحالات، قد يستمر التخدير تحت الجلد لفترة من الوقت بعد العملية، مما يسبب تورمًا وانتفاخًا، عادةً ما يختفي هذا التورم بمجرد أن يبدأ الجسم في امتصاص التخدير والتخلص منه.
- احتباس السوائل في الجسم
عملية شفط الدهون غالبًا ما تتضمن إدخال السوائل تحت الجلد للمساعدة في إذابة الدهون، هذه السوائل قد تبقى في الجسم لفترة قصيرة بعد الجراحة، مما يساهم في شعور الشخص بالانتفاخ.
- التغيرات في النظام الغذائي والعادات الحركية
بعد الجراحة، قد يضطر الشخص إلى تقليل حركة جسمه لفترة من الزمن، وقلة الحركة قد تؤدي إلى تباطؤ في حركة الأمعاء، مما يسبب تراكم الغازات والشعور بالانتفاخ في المعدة، بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر التغييرات في النظام الغذائي، مثل تناول أطعمة ثقيلة أو غير صحية، على الجهاز الهضمي وتزيد من المشكلة.
كيفية التعامل مع الانتفاخ بعد العملية
لحسن الحظ، يمكن تقليل الانتفاخ من خلال بعض الخطوات التي تساعد في تسريع عملية التعافي وتحسين الراحة العامة:
- شرب السوائل: شرب كميات كافية من المياه يساعد في التخلص من احتباس السوائل وتحفيز حركة الأمعاء.
- اتباع نظام غذائي خفيف ومتوازن: تناول أطعمة غنية بالألياف والبروتينات الخفيفة يساعد في تحسين عملية الهضم وتقليل الشعور بالانتفاخ.
- ممارسة بعض الأنشطة الخفيفة: المشي لفترات قصيرة يساعد في تحفيز الدورة الدموية وتحسين عمل الجهاز الهضمي.
- الراحة: من المهم أخذ قسط كافٍ من الراحة والتأكد من عدم إجهاد الجسم أكثر من اللازم.
- الملابس الضاغطة: ارتداء الملابس الضاغطة وفقًا لتعليمات الطبيب يساعد في تقليل التورم والانتفاخ بعد العملية.
متى يجب استشارة الطبيب؟
في حال استمرار الانتفاخ لفترة أطول من المتوقع أو إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الألم الشديد أو الغثيان أو التورم غير الطبيعي، يجب استشارة الطبيب فورًا للتأكد من عدم وجود مضاعفات أو مشكلات صحية أخرى.
خلاصة القول:
الانتفاخ بعد عملية شفط الدهون يعد أمرًا طبيعيًا إلى حد كبير، وهو جزء من عملية الشفاء والتعافي، لكن يجب على الشخص المريض أن يكون على دراية بالأسباب التي قد تؤدي إلى زيادة شدة هذا الانتفاخ، مثل المشاكل الصحية المسبقة أو نوع الجراحة المتبعة، إذا تم اتخاذ التدابير الصحيحة، مثل الراحة والتغذية السليمة، فإن الانتفاخ عادةً ما يزول خلال عدة أسابيع إلى أشهر بعد الجراحة.
احجز الآن